الاثنين، 27 مايو 2013

الدرس الأول (أم عمارة) الجزء الأول

أم عمارة بنت كعب المازنية ، الأنصارية رضي الله عنها
شخصية فذة متميزة ...
ومثال رفيع من غير تمثال ولانصب !!
حية في قلوب المؤمنين
وشعلة تتوقد
كلما حاولت الكتابة عنها ، واستقراء صفحات سفر حياتها ، شعرت بالرهبة والخشوع ، وصغار وتفاهة يلفان كياني.
سيدتي أم عمارة...
 بكل الإجلال والحب أستميحك العذر في الولوج إلى محرابك ، لأحاول متواضعًا أن أنقل إلى بناتنا وأخواتنا وزوجاتنا وأمهاتنا صورا من إيمانك ..من جهادك ..، من أمومتك..، دروسا وعبرًا ، هن ونحن –بأمس الحاجة إليها ، في زمن اختلطت فيه الحقائق بالأباطيل ،ونقلبت المقاييس ،وتاهت الأبصار والبصائر، وطاشت العقول ..، فلا ندري كيف نسير وإلى ذروة الصراط المستقيم ..، صراط الذين انعم الله عليهم ، برحمة منه سبحانه.
ليس هناك واحد من أبنائها يدعى عمارة حتى تكنى به ، ولكنه لقب غلب عليها واشتهرت به .
كانت في ريعان الصبا وفتوة الشباب ، وحديثة عهد بزواج ، يوم شرفت وسعدت بلقاء النبي صلى الله عليه وسلم في جوف الليل عند العقبة من منى ، مع وفد الأنصار ..، أسلموا جميعا وأسلمت ، وبايعوا جميعا وبايعت ، وكانت معها أخت لها أم منيع ، بايعت هي أيضا.
روى الواقدي عن ابن أبي صعصعة عن أم عمارة قالت :
((كانت الرجال تصفق على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة ، والعباس آخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلما بقيت أنا وأم منبع نادى زوجي عربة بن عمرو : يا رسول الله هاتان امرأتان حضرتا معنا يبايعنك ...،فقال : قد بيعتهما على مابيعتكم عليه..، إني لا أصافح النساء ))
ونصوص بيعة العقبة هي القاعدة الاولى والأساس الذي قام عليه التحول الكبير في تاريخ الدعوة ، من الجهاد السلبي إلى الجهاد الإيجابي ، من الصبر على الأذى ، والثبات على المبدأ ، والتحمل إلى مناجزة الشرك  و الكفر مناجزة لا تعرف الهوادة ، ولا تعرف المساومة  ولا الهوان ولا الاستكانة
جهاد لايتوقف عند حدود السيف و الرمح وساحات الوغى ، بل يتعدها جميعا إلى جهاد الفساد والانحراف، إلى جهاد  بناء الذات والمجتمع .
كانت أم عمارة –رضي الله عنها – قد تشبعت روح الإيمان والإسلام يوم كان الداعية الاول مصعب بن عمير –رضي الله عنه- ينشر الإسلام في يثرب ، من غير كلل ولا ملل ، بالكلمات الواعية الهادئة ، والحجة الدامغة ، والمنطق العذب ،بالحكمة والموعظة الحسنة.
سأله  النبي صلى الله عليه وسلم : كيف تركت المدينة ؟
قال : تركتها وليس فيها بيت إلا وفيه ذكر اسم محمد صلى الله عليه وسلم –سواء آمن أهل هذا البيت ودخلوا دين الله ، أو شغلهم الحديث عن الدين الحنيف الجديد ، فكان محور لقاءاتهم ومادة اجتماعاتهم وتحاورهم.